المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٩

غربة الروح - بدر شاكر السياب

يا غربة الروح في دنيا من الحجر والثلج والقار والفولاذ والضجر يا غربة الروح لا شمس فأأتلق فيها، ولا أفق يطير فيه خيالي ساعة السحر نارٌ تضيء الخواء البرد، تحترق فيها المسافات، تدنيني بلا سفر من نخل جيكور، أجني داني الثمر نار بلا سمر إلا أحاديث من ماضي تندفق كأنهن حفيف منه، أخيلةٌ في السمع باقية تبكي بلا شجر يا غربة الروح في دنيا من الحجر...

زياد رحباني - صديقي الله

(مقتطفات من كتاب صديقي الله الذي كتبه زياد رحباني عندما كان في عمر الثانية عشرة) أنا صغير ولسادس مرة أطفئ الشموع ما أحلى الحياة عند إطفاءة شموع السادسة! ما أعرف؟ لا أعرف شيئاً! لا أعرف إلا أن لي بيتاً بجدران سريراً وصورتين خبزاً وماء لا غير...

غناء المطارات البعيدة - أنس مصطفى سالم

(إلى: مصطفى سيد أحمد) الحلم أن نغفو على كتف الحبيب نستعير من الزمان زفاف أيام لنا نتقاسم الأحزان والفرح المخبأ في سهول صدورنا ونعيد ذاكرة الحقائب للطريق ولبيتنا المنسي في الوطن الرحيق رحل الذي يوماً أتينا كي نشاركه الغناء فمن يضمدنا إذا غنى لنا وتر حزين؟ كنا نحب طريقنا للبيت والكلمات تفتح في الأصيل نوافذاً لهبوبنا كنا ننادي

صلاة الغائب - سائر ابراهيم

وإني أراك غريباً تجر نزيف خطاك وتحمل حب البلاد التي ورثتك الحقيبة حين رمت في المنافي صباك وحيداً، كنافذة قبل أنثى شريداً، كذاكرة بعد أنثى تضوِّء في الليل شمعَ حنينك تنثر في الريح قمحَ هواك وتسأل صمت الدجى عن سماك.

الله يهدي البال - طلال حيدر

بس تفتحي ديكي متل قوس القدح ما بين قانا وصور بيتنزل على الدنيي شتي وبتنتلي البحور ما بين عينيكي حقول الهال عم تنعس ويطير طير النوم من دعسة غزال الله يهدي البال... هالقلب متل طراف صابيعا المضمومة سوا والطير ضيف بها الهوا شفت المراكب فاضية متل السفر بمنام وشراع ما بتعرف إذا جايي هوا إلا إذا طار الحمام...

قصة الفنجان

(سقط الفنجان من يد الفتاة إليز المعلوف بحضور مجموعة من شعراء المهجر الجنوبي) شفيق المعلوف: ثمل الفنجان لما لامست     شفتاه شفتيها واستعر فتلظت من لظاه يدها        وهو لو يدري بما يجني اعتذر وضعته عند ذا من كفها     يتلوى قلقاً أن استقر فارتمى من وجده مستعطفاً      قدميها، وهو يبكي، فانكسر

نحتاج أن نحيا - محمد خير داغستاني

في الريح أرصفة لخطوتنا نامي سنابل في اتساع الموت بين الآه والطعنة ما بيننا أرجوحة من دمع أطفالي ليلهو قاتلي البرق خفق يدي ويداك شاهدتان تفتتحان أمطاري ووحيدة خلف الجبال تعتقين دم الطفولة في العروق وتغزلين حمامة... تهوي وبعيدة لا تسمعين نداءنا، فتحاولين الموت - خوف الانهزام - على حدود الذاكرة وأنا المسافر دون تذكرة بقاطرة لهروب من انتظارك لا أموت

ريتا أحبيني - محمود درويش

في كل أمسية، نخبئ في أثينا قمراً وأغنية، ونؤوي ياسمينا قالت لنا الشرفات: لا منديله يأتي ولا أشواقه تأتي ولا الطرقات تترف الحنينا نامي: هنا البوليس منتشرٌ هنا البوليس كالزيتون منتشرٌ طليقاً في أثينا...

في الحانة القديمة - مظفر النواب

المشرب ليس بعيدا ما جدوى ذلك... أنت كما الإسفنجة تمتص الحانات ولا تسكر  يحزنك المتبقي من عمر الليل بكاسات الثملين لماذا تركوها؟ هل كانوا عشاقاً؟

هكذا يحشو الماغوط مسدسه بالدموع - ممدوح عدوان

هكذا يحشو الماغوط مسدسه بالدموع ممدوح عدوان يكتب عن الشاعر الانفجاري بمناسبة صدور مختارات شعرية للشاعر السوري الكبير محمد الماغوط ضمن "كتاب الى جريدة" أقامت مؤسسة تشرين السورية حفل تكريم للشاعر بحضور وزير الإعلام عدنان عمران. ننشر هنا نص الشهادة التي ألقاهاالشاعر ممدوح عدوان بهذه المناسبة. حين أردت أن أكتب هذه الكلمة لتقديم محمد الماغوط لم أحتج الى إعادة قراءته. اكتشفت أنه موجود في ضميري الذي أخاف منه، تسربت كلمات له كانت مروعة من وجداني فذكرتني بحقي الذي منحني إياه منذ طفولتي في الاعتراف بالخوف والذل والكبت.

أغنية البجع - ممدوح عدوان

أغنِّي للهوى القتَّال أغنية على طلل عفا وحطامْ أغنِّي كي أنقِّب في بقايا الصمت عن أشلاء مجزرة ٍ يغطِّيها اخضرارُ كلامْ  وها إنِّي عثرت الآنْ على شيء سأفعله بلا استئذانْ أموت... لكي أفاجئ راحة الموتى وأحرم قاتلي من متعة التصويب نحو دريئة القلب الذي لم يعرف الإذعان

مصياف - ممدوح عدوان

الأهل في مصياف                       والروح توَّاقه يا ليتني صفصاف                          أو زهر درَّاقه لأبلَّ حلقي الجاف                      في نبع وراقه  تتجمَّع الأطياف                           في الرِّيح كالباقه والريح في التطواف                    للدمع سبَّاقه ريح بذاكرتي

قرنتية - هاشم صديق

قرنتية لا دبابة برمائية لا جاسوسة مدسوسة لا غواصة روسية لا جندية في حركة لا مختلسة مال شركة لا قصفت حدود فشلا لا كسرت صريف كسلا ولا معروفة ختمية  قرنتية

من كتاب زوربا - نيكوس كازنتزاكي

"ماهي الروح؟ وما هي العلاقة التي تربطها بالبحر، بالسحاب، والروائح العطرية؟ كأن الروح نفسها بحرٌ، عطرٌ وسحاب..."  "كان الظلام قد خيّم، ولم يكن في استطاعتي أن أقرأ، أغلقت الكتاب، ورحت أحدق في البحر، وخاطبت نفسي: "يجب أن أحرر نفسي من هذه الألغاز!" وهتفت في داخلي: "يا لتعاسة من لا يستطيع أن يحرر نفسه من بوذا، الآلهة، الوطن والأفكار!" "

من كتاب: كوابيس بيروت، غادة السمان

"لم أذق طعم اللحم منذ شهور، فالرصاص يسكن منطقة المسلخ، حيث يفترض ذبح المواشي، فمتى تسنح الفرصة لممارسة ذلك؟ بينما اللحم البشري مكدس في الشوارع، مسلوخ الجلد ومقطوع الرأس غالباً.. فكيف آكل اللحم؟ ومن يقنعني أني لا آكل قطعة من ذراع صديقي التي طالما احتضني بها إلى ما قبل دقائق من مقتله أمام عيني؟!..." 

مقدمة كتاب الجسد حقيبة سفر لغادة السمان

ليس هنالك أفضل من عدم الاستقرار لتحريض الفكر، وهو مكروه طبعاً لأجل ذلك. -         ألبير كامو أريد أن أهرب من عيون العالم إلى زاوية هادئة أستطيع فيها أن أصبح سيدة نفسي، فهناك مناحٍ كاملة من شخصيتي لا أفهمها، وأحتاج الوقت الكافي لفهمها. -         لورانس داريل

مقتطفات من بين الأوراق

كان الخبير قادراً على إصابة القلب بضربة واحدة حتى وهو مغمض العينين، لأن ما يقوده ليس المعرفة التشريحية، وإنما غريزة الجلاد. إيزابيل الليندي ... الحب هو المعركة التي نخسرها حين نرفض أن نلعبها. آلي مكبيل ...

الطمبارة والغناي - محمد طه القدال

نحنا            أهل الفرحة جينا لا المدامع وقفتنا ولا الحكايات الحزينة لما درب الرايح جابنا جابنا في هذي المدينة  ياولدي الدروب شقاقة بحر التيه

مسدار أبو السره لليانكى - محمد طه القدال

أماتى ( [1] )  القبيل بى حِنَّهِن ( [2] )  لجَّـنِّـي كَـرْفَـه وقَـلْـدَه كيف شوق اللبن رَجَّـنِّـي!! حزناً جانِـي فى ميع الصبا يلجِـنِّـي أطلع منِّـي يا جلْدى المنمِّـل جِـنِّي وأطلع منى ياحزناً بقى مكجِـنِّي ( [3] ) خَلَّـنـي ابْدَا مُسْداري واودى قفاَي لى داراً بِـقَتْ ( [4] )  ما داري جيتها وجلدى بينو وبين عضاىَ ( [5] )  الشحمه الا النار بقت قَدامى

شتاء ريتا الطويل - محمود درويش

قليل هذا النبيذ.. وهذه الأزهار أكبر من سريري فافتح لها الشباكَ كي يتقطَّر الليل الجميل ضع،  ههنا قمر على الكرسيِّ  ضع فوق البحيرة حول منديلي ليرتفع النخيل أعلى و أعلى هل لبست سواي؟ هل سكنتك امرأة ٌ لتجهش كلما التفت على جذعي فروعك؟

وتريات ليلية - مظفر النواب

أما أنا، فلا أخلع صاحبي عاشرته، و خبرته، و عرفته و لذا لا أخلع صاحبي     ... من هذه الأرض ابتدأت دعوة ابتدأ بها إسماعيل ثم تلاقفها القرامطة و أنا قرمطي أولئك قالو: مشاعة الأرض، و مشاعة السلاح و لكن لم يقولوا مشاعة الإنسان و أنا أيضاً مع مشاعة الأرض، و مشاعة السلاح و لكنني لست مع مشاعة الإنسان وتريات ليلية الحركة الأولى

يطير الحمام - محمود درويش

يطير الحمامُ يحطُّ الحمام... أعدي لي الأرض كي أستريحَ فإني أحبُّكِ حتى التعب! صباحكِ فاكهةٌ للأغاني و هذا المساء ذهب و نحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلِّه في الرخامِ و أشبه نفسي حين أعلق نفسي على عنقٍ لا تعانقُ غير الغمامِ

الممنوعات - أحمد فؤاد نجم

ممنوع من السفر ممنوع من الغنا ممنوع من الكلام ممنوع من إلاشتياق ممنوع من إلاستياء ممنوع من إلابتسام وكل يوم فى حبك تزيد الممنوعات وكل يوم باحبك أكتر من اللى فات

بابلو نيرودا - أحمد فؤاد نجم

شيلي البارود حطي الوعود والتعليلات في المهملات سفحوا الورود من ع الخدود والخضره من قلب البنات 

البتاع - أحمد فؤاد نجم

يا للي فتحت البتاع فتحك على مقفول لأن أصل البتاع واصل على موصول فأى شئ في البتاع الناس تشوف على طول والناس تموت في البتاع فيبقي مين مسؤول؟

كلمتين لمصر - أحمد فؤاد نجم

كل عين تعشق حليوة وإنتي حلوه ف كل عين يا حبيبتي قلبي عاشق واسمحي لي بكلمتين كلمتين يا مصر يمكن هما آخر كلمتين حد ضامن يمشي آمن أو مآمن يمشي فين ؟

كلب الست - أحمد فؤاد نجم

فى الزمالك من سنين وف حما النيل القديم قصر من عصر اليمين  ملك واحدة من الحريم صيتها اكتر م الادان يسمعوه المسلمين والتتر والتركمان والهنود والمنبوذين

صباح الخير - أحمد فؤاد نجم

صباح الخير علي الورد اللي فتح في جناين مصر صباح العندليب يشدي بألحان السبوع يا مصر  صباح الدايه واللفه ورش الملح في الزفه صباح يطلع بأعلامنا من القلعه لباب النصر

عزة - أحمد فؤاد نجم

الغرام في الدم سارح والهوى طارح معزه والحنين للقرب بارح والنوى جارح ياعزه  ياابتسامة فجر هلت بددت ليلي الحزين

أنشودة المطر - بدر شاكر السياب

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم وترقصُ الأضواءُ.. كالأقمارِ في نهر  يرجُّهُ المجذافُ وَهْناً ساعةَ السحر... كأنّما تنبُضُ في غوريهما النجوم وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء دفءُ الشتاءِ فيه وارتعاشةُ الخريف والموتُ والميلادُ والظلامُ والضياء فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر

آخر كلاب الأثر – محمد الماغوط

كم أنت موحش أيّها الليل دون امرأة أو سلطة وكم أنت طويلٌ أيها الطّريق دون شجرةٍ أو ذكرى. أيّتها المرأة الحلم أيتها المرأة الكارثة صوتُكِ الحنون كأجنحةٍ مسافرةٍ تتكسّر لو ناداني إلى الهلاكِ للبيته مغمض العينين.

رحيل - سائر ابراهيم

لا أرض للقمر المبعثر في سماوات الرحيل سفر إلى سفر وحلم بالوسادة والنعاس ويد تحيك الريح ذاكرة، وتومئ للفصول لا ماء يمسح عن تجاعيد السنا وجع اليباس لا دفء يوقظ في المآقي شهوة الغفو الجميل حطت على شفتي القصيدة قبلت صمتي، وناحت

دمشق وريم بنا تكسران الحصار - د. علي محمد

ليس في كل ليلة من العمر يمكن لك أن تنال شرف دمعة خالية من الأنانية، ولا في كل ليلة من العمر يتاح لك أن تكون جزءاً من أعمار الكثيرين بقربك، ممن جمعك بهم رابط شفاف وبسيط، بشفافية الألم، أو الحب.  إلا أن من كان في باب توما ليلة التاسع من آذار حظي ولا شك ببعض ذلك، كانت تلك من الليالي النادرة التي تكشف دمشق فيها عن روحها الحقيقية، تزيل حجبها، وتكشف صدرها الشاب لكل العجائز من أمثالنا، وقد أتعبتنا الحياة وما أتعبتها، وأشاخنا البعد وما أشاخها. هي ليلة نادرة كانت دمشق فيها في أوج دَمْشَقَتِها، وكانت عروبتها فيها في ريعان ستينياتها، من قال أن الستينيات من القرن الفائت هي أوج العروبة؟ لو جلس التاريخ في مقهى غزل في ليلة التاسع من آذار، لغير في دفاتره الكثير!

الأنفاس الأخيرة - د. علي محمد

حين أطلقو الرصاص على رأسينا لم أكن قد مت بعد و ما بين غبش الدموع و الدم رأيتهم يقتلعون أحشاءك و يبعثرونها على البلاط كألعاب أطفال صغار  أطفال ماتوا قبل أن يلعبوا و حين كانت السكين تمزق جسدي و العيون المتشفية تشهق بالفرحة القاتمة

حطاب الأشجارالعالية - د. علي محمد

(إلى محمد الماغوط) (في مرحلة الفطام وأنا أحبو باكياً وراء أمي المنصرفة عني وراء الكنس والمسح ونفض الغبار كنت آكل ما تطاله أظافري الغضة من تراب العتبة والشارع وفسحة الدار ويبدو أنني أكلت حصتي من الوطن منذ ذلك الحين! ...)

سبع ليال في الخرطوم - د. علي محمد

أين يسكن الحقد حقيقة؟ و لماذا يجب أن يكون الشعور الإنساني الوحيد الذي يغلب دائماً؟ لا تحاسبوني على كلمة الإنساني، ألا تعتقدون أن الحقد شعور إنساني؟ دعونا جميعا لا ننسى أن كلمة إنساني مشتقة من الإنسان، وأن غروراً "إنسانياً"، أو عمىً، هو ما جعلها تحمل معنى نقياً وغير قابل للدنس.    نعم، ربما يبدو هذا المبدأ غريباً قليلاً، لكنه لن يكون كذلك لوقت طويل، من منكم استفاق ذات صباح ليجد أن كل شيء في حياته، كل شيء، قد تشوه إلى الأبد؟

خطار عدنه الفرح

خطار عدنه الفرح اعلك صواني شموع خافن يمر بالعكد رش العكد بدموع  ياقليبي وين الحزن حدر الحدر مرفوع دومك تون ونتك تبشي بدمع مفجوع

وطن – حامد حسن

موطني، إني عبدت الموطنا بوركت أرضي، وطابت مسكنا تربة كانت لأمي وأبي مرتعاً، ثم استحالت مدفنا أنا منها وإليها وعلى أرضها أهوى المنايا والمنى

انطلاق - حامد حسن

تعالي إلى المائج الأزرق يهدهدنا الموج في الزورق تعالي وذوبي على مرشفيَّ نعيماً، فلولاي لم تخلقي .

هكذا عرفنا رسول حمزاتوف - حنا مينة

مقدمة النسخة العربية من كتاب "أوجاع رسول حمزاتوف" أعترف، كان حبه كبيراً، ربما أكبر حبّ قرأته، أو سمعت به، ولم يكن حباً خيالياً، أو مؤلفاً من كلمات، أو منمقاً على عادة الذين يرسمون قلوبهم على الصفحات، كان أكبر، من ذلك، فيه الشجر، والحجر، والنجم، والماء، والأرض، والزرع، والنسر، والفرس، والسهل، والجبل، وفيه البطولة من أبي طالب الى شامل، كان بكلمة واحدة: داغستان كلها، هذه التي كانت صغيرة في الجغرافيا، فصارت كبيرة في الشعر، وكانت ضائعة بين القارات الخمس، فصارت موجودة على ألسنة الناس في القارات الخمس أيضاً.

تصبحون على وطن

(كتبت هذه المقالة عشية غزو العراق، بقلم د. علي محمد) إذا كان الرئيس الأمريكي جورج بوش يعتقد أن العرب يمكن أن يصدقوا كلامه عن نشر الديمقراطية في العراق وتحريره من الديكتاتورية وتطويره إقتصادياً، إلى آخر هذه القائمة الطويلة، فهو مخطئ. من يزاود على العرب هو كمن يبيع الماء في حارة السقائين، والشعوب العربية تعرف تماماً كيف تفضح هذه الأكاذيب، بعد أن دربتها حكوماتها (مشكورة) على هذا طوال الخمسين عاماً الماضية أو تزيد. وكأن الشعب العربي لم يكفه من مزاودات حكوماته وصحافته وثواره ومجاهديه، حتى تأتي أمريكا وتتربع فوق الجميع، وتزاود على قلبه أكثر من الجميع.

شناشيل ابنة الجلبي - بدر شاكر السياب

و أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور من خلل السحاب كأنه النغم تسرب من ثقوب المعزف - ارتعشت له الظلم وقد غنى - صباحا قبل فيم أعد ؟ طفلا كنت أبتسم

محمود درويش في ذكرى محمد الماغوط: بمغامرة يأسه اشتق الأمل لغيره

الشاعر محمود درويش  في الذكرى الأربعين لرحيل الشاعر محمد الماغوط في أمسية غياب كهذه، وفي المكان هذا، كنا في العام الماضي ننثر ورد الحب على اسم الراحل ممدوح عدوان. لم يحضر محمد الماغوط كاملا، لعجز عكازه عن اسناد جبل. لكنه حضر صورة شاحبة وصوتاً متهدجاً ليذكّرنا بأن للوداع بقية . ذهبنا اليه في صباح اليوم التالي. كانت العاصفة مسترخية على أريكة، تشرب وتضحك وتدخن وتعانق زوارها. كانت العاصفة مرحة فرحة بما تبقى فيها من هواء وضيوف، ولا تأسف على ما فعلت باللغة وبالنظام الشعري. فهي لا تُعرَّف الا من آثارها عندما تهدأ. هدأ الماغوط ونظر الى آثاره برضا الفاتح المرهق.

محمود درويش في رثاء ممدوح عدوان

كما لو نودي بشاعر أن انهض على أربعة أحرف يقوم اسمُك واسمي، لا على خمسة. لأن حرف الميم الثاني قطعة غيار قد نحتاج اليها أثناء السير على الطرق الوعرة. ........ في عامٍ واحد وُلدنا، مع فارق طفيف في الساعات وفي الجهات. وُلدنا لنتدرّب على اللعب البريء بالكلمات. ولم نكترث للموت الذي تَدقّه النساء الجميلات، كحبة جوز، بكعوب أحذيتهن العالية. عالياً، عالياً كان كُل شيء... عالياً كالأزرق على جبال الساحل السوري، وكما يتسلق العشب الانتهازي أسوار السلطان، تسلقنا أقواس قُزحٍ، لنكتب بألوانها أسماء ما نحب من الأشياء الصغيرة والكبيرة: يداً تحلب ثدي الغزالة، مجداً لزارعي الخسّ في الأحواض، شغف الإسكافي بلمس قدم الأميرة، ومصائد أخرى لجمهور مطرود من المسرح. لم ننكسر بدويٍ هائل كما يحدث في التراجيديات الكبرى، بل كأشعة شمس على صخور مدَببة لم يُسفك عليها دم من قبل، لكنها أخذت لون النبيذ الفاسد، ولم نصرخ، هناك، لأن لا أحد، هناك، ليسمع: أو يشهد. دلتني عليك تلك الضوضاء التي أحدثتها نملة بين الخليج والمحيط، حين نجت من المذلة، واعتلت مئذنة لتؤذن في الناس بالأمل، ودلتك عليّ سخرية مماثلة! ولما التقينا عرفتك

زكريا تامر: زرقاء يمامة القص - بقلم خليل قنديل

لا يحتاج المبدع عموماً، كي يُعمد ويحدث كمبدع له أثره العميق في مجتمعه إلى المعاناة الجارحة. بحسب ماهو سائد في تعريفات وجوب حادثة الإبداع والمبدع. لكن ما يقابل هذا هو أن وجود المعاناة المعيشية والحياتية التي تربض فوق صدر المبدع بشكل مبكر من سنوات حياته، وممارستها لقسوتها اليومية عليه، لابد وأن توسع من مساحة "المفارقة" "بين طلاوة وحلاوة المشهد الحلمي لاجتراح حياة جديدة، وبين ممارسة الحياة اليومية لضراوتها وقساوتها حد مضغ لقمة العيش".‏

عشة كلمينا، ميري ذكرينا - محجوب شريف

عَشّه .. كلّمينا ميرى.. ذكّرينا كل سنكى أحسن يبقى ..مسطرينا *

من كتاب: للريح ذاكرة، ولي - ممدوح عدوان

يمضي تاركاً لي ما تبقَّى من توجُّع صاحبي قربي وذهول أصحابٍ خبا من عمرهم ألق الهوى وتآلف الصحب داروا طويلاً حول ضوء فاتر داروا غرباء في الأوطان ما فُتحت لهم دارُ يا مشفقون بحقِّ طه المصطفى داروا هذا الغريبَ, فزاده لمع السرابْ....

من كتاب: المريض الانكليزي - مايكل أونداتجي

إن القصيدة الوحشية هي البديل للمرأة التي يحبها الرجل، أو التي عليه أن يحبها.. الخيانة في الحرب صغيرة إذا ما قورنت بالخيانة في السلم.

من كتاب: البدوي الأحمر - محمد الماغوط

في إحدى أمسیات الإبداع الماطرة سقطت من أوراقي أجمل صورة شعریة كتبتها في حیاتي ومنذ ذلك الحين، أنا أبحث عنها وهي تبحث عني في اللیل والنهار والصیف والشتاء

من كتاب وليمة لأعشاب البحر، حيدر حيدر

"هئنذا أضمحل صدفة في قاع رمل بحرك الثوري العارم. أغوص بعيداً. بعيداً. لا لأن حروبي حطمتني ولا لأن الروح تهفو لاستراحة أبدية. ولكنني متعب الآن من هذه الأوهام والضلالات وتخطيطات الهواء ومرتسمات مندل الرمل. إنني يائس الآن ومزعزع من أعلى عليين إلى أسفل سافلين ولا أرى سوى الأسود والوحل والموت. لا أنشد غفراناً أو تعزية من أحد ولست في المطهر. إنني في الشتات والغدر والخديعة والانحطاط وعلى حواف الإيغال في الدم وتحطيم العقل والجسد والروح، ولست في منجى من صدمة العاصفة.

خمس رسائل إلى أمي - نزار قباني

صباح الخير يا حلوه.. صباح الخير يا قديستي الحلوه مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر برحلته الخرافيه وخبأ في حقائبه صباح بلاده الأخضر وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر وخبأ في ملابسه طرابيناً من النعناع والزعتر وليلكةً دمشقية.. أنا وحدي..