وطن – حامد حسن

موطني، إني عبدت الموطنا
بوركت أرضي، وطابت مسكنا
تربة كانت لأمي وأبي
مرتعاً، ثم استحالت مدفنا
أنا منها وإليها وعلى
أرضها أهوى المنايا والمنى


جسدي، روحي، شعوري ودمي
من ثراها.. من هنا أو من هنا
ما جلا الكون لعيني شاعرٍ
فتنةً، إلا وكانت أفتنا
أنا منها شهقة الناي على
شفة الراعي، ورجع الميجنا
وصدى أغنية الشلال في
خاطر السفح، وسمع المنحنى
يا أخا القلب المدمَّى والأسى
أنت في الشكوى، وفي البلوى أنا
نحن من لو أنصف الدهر مشى
نحونا يسعى، وحيا، وانحنى
نصف دنيا الناس حزنٌ، فلنا
جانب الفقر، وللناس الغنى
الشقاء المر لم يخلق لهم
والنعيم السمح لم يخلق لنا
حسبهم سخريةً أن يفرشوا
أضلعي شوكاً، ودربي سوسنا
بورك الشاعر يُعطَى لقمة
من فم الدنيا، فيعطيها السنا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مسدار أبو السره لليانكى - محمد طه القدال