من كتاب زوربا - نيكوس كازنتزاكي

"ماهي الروح؟ وما هي العلاقة التي تربطها بالبحر، بالسحاب، والروائح العطرية؟ كأن الروح نفسها بحرٌ، عطرٌ وسحاب..." 
"كان الظلام قد خيّم، ولم يكن في استطاعتي أن أقرأ، أغلقت الكتاب، ورحت أحدق في البحر، وخاطبت نفسي:
"يجب أن أحرر نفسي من هذه الألغاز!" وهتفت في داخلي:
"يا لتعاسة من لا يستطيع أن يحرر نفسه من بوذا، الآلهة، الوطن والأفكار!"
"


"كان الهدوء الشديد يهيمن على البحر، وتحت النجوم المتلألئة كانت الأرض راقدة بسكون دون حركة. كان صمتاً مخيفاً خطراً، كأنه مشكّل من آلاف الصرخات البعيدة العميقة، حتى أننا لم نستطع أن نسمعها. وفي الصمت، كنت أسمع هدير الدم يضرب أوردتي وشرايين عنقي..."

"طأطأت رأسي بأسىً... أحلام الشباب القديمة، الأجنحة الكبيرة التي فقدت ريشها، كريمة، نبيلة، نبني مجتمعاً رائعاً، وندفن أنفسنا فيه! دزينة الأصدقاء، موسيقيين، شعراء، ورسامين، نأكل، نغني ونقرأ سوياً!"

"عندما يكون عزفه همجياً وحشياً، تحس وكأنه لم يعد هناك هواءٌ لتتنفسه، لأنك ستشعر عند ذلك أن الحياة تافهة لا تستحق أي عناء. وعندما يعزف لحناً هادئاً، تشعر بأن الحياة تتسلل وكأنها تمر بين أصابعك، وبأن السلام والأمان لا وجود لهما..."

"مرت الطيور فوقي، وعبرت السماء نحو الشمال لتتلاشى في البعيد البعيد...
لكن صوتها ظل يطن في أذني..."


*******

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مسدار أبو السره لليانكى - محمد طه القدال